انمي psycho Pass


بداية فأنا أشعر بالأسف الشديد لأجل كل شخص فاته أنمي Psycho Pass فهو بلا جدال من أكثر الأعمال العبقرية الأصيلة في السنوات الأخيرة، وبنفس الدرجة أشعر بالحسد والغيرة من هذه المتعة المؤجلة التي تنتظر كل من لم يشاهده بعد.
ولعلي بحاجة إلى تعليل هذه المقدمة فأقول أن هذا العمل اجتمعت فيه جميع الأسباب التي تجعلك حريصاً كل الحرص على مشاهدته، فالمحتوى الأصلي من إبداع السفاح جين أوروبوتشي الذي اكتسب شهرة بلغت آفاق عالم الأنمي في السنوات الأخيرة بفضل أعماله الاستثنائية مثل Fate/Zero وAldnoah.Zero بالإضافة لـ Psycho Pass بالطبع، كما شارك بإنتاجه وتمويله العملاق سوني مما يبعث على الاطمئنان من الناحية المادية، وتطوير استوديو Production I.G الذي حرص مؤخراً على ألا يكتفي بروعة  أعماله على المستوى الرسومي وحصل على اقتباسات من طراز رفيع مثل Attack on Titan وGuilty Crown وKuroko no Basket وHaikyuu… والأهم من كل ما سبق أن الأنمي تم عرضه في فقرة النويتامينا على تلفزيون فوجي وهي الفقرة المخصصة للمشاهد غير المهتم بعالم الأنمي بهدف جذبه لهذه الصناعة الترفيهية، ومن المنطقي أن تكون الأعمال المختارة لهذه الفقرة جديرة بتركيع المنافسين.

القصة

أنمي Psycho Pass
في المستقبل القريب وفي اليابان تحديداً تغير مفهوم العدالة وبالتالي تغيرت طرق تنفيذها، حيث خضعت اليابان لنظام سيبيل القادر على كشف مستوى التهديد لدى أي مواطن بفحص حالته النفسية وتحديد مدى استعداده لارتكاب الجريمة، وفي هذه الحالة يقوم المفتشون بإخضاع الهدف بمسدسات تدعى الدومينتور قادرة على شل الهدف أو نسفه وفقاً لمعدل جريمته، يرافق المفتشون المنفذون أو كلاب الصيد التي تقوم بالأعمال القذرة نيابة عنهم، المنفذون في الحقيقة هم مجرمون كامنون بمعدل جريمة مرتفع لكن اختارهم نظام سيبيل لتأدية هذه الوظيفة في مقابل عدم تنفيذ الحكم عليهم بالموت أو الحبس في المصحات العقليّة.
ببطئ ستكتشف أن أنمي Psycho Pass أخذ وقته من أجل أن يبدأ، فحتى الحلقة العاشرة لم نكد نصل لقلب القصة، قضينا هذه الحلقات في فهم العلاقات المعقدة بين الشخصيات، في معرفة الوظائف الأخرى التي يقوم بها نظام سيبيل دون معرفة حقيقته التي ستكون صدمة من العيار الثقيل، في ترتيب أوروبوتشي لمفاجآت لا تصدق من أجل المشاهدين، لكن هذا لا يعني أنك ستصاب بملل في الحلقات الأولى بقدر ما يعني أنك ستنبهر حرفياً ويتدلى فكك من فرط الدهشة فكل كشف جديد في النصف الثاني من العمل يتعلق مباشرة بنقطة ظننت أنه تم إرساؤها مسبقاً.
أنمي Psycho Pass
من الانتقادات العجيبة التي وجهت للأنمي هو أنه مسروق من فيلم Minority Report وهو فيلم لممخرج ستيفن سبيلبيرغ وبطولة توم كروز ومقتبس عن قصة قصيرة بنفس العنوان لكاتب روايات الخيال العلمي الشهير فيليب ك. ديك، ولمن يقولون ذلك أقول لهم: وما المشكلة؟! يمكنني أيضاً بمجرد مشاهدة تريلر فيلم Pacific Rim أن أقول أنه مسروق (مضطر لاستخدام نفس الكلمة) من Evangelion، لكنني رغم ذلك لن أنطق بكلمة واحدة حول جدارة الفيلم لسبب كهذا، لذلك دعنا نقول أن قصة الأنمي “مشتقة” من عمل آخر (وأي قصة ليست كذلك؟!) إلا أن كل من الأنمي وفيلم سبيلبيرغ يركز على حبكة مختلفة تماماً فالفيلم عبارة عن مناقشة للإرادة المستقلة للبشر وحرية الاختيار بينما الأنمي هو قصة انتقام في صميمها وامتحان للعدالة.
وللسخرية فإن هذا النقد سريعاً ما ارتد في وجه أصحابه، لأن قصة فيليب ك. ديك ذُكرت صراحة في الأنمي إلى جانب أعمال أخرى لأسماء لامعة مثل جورج أورويل وجوناثان سويفت ونيتشه، مع ذكر أسمائهم صراحة فأوروبوتشي ليس من النوعية التي تريد خداع المشاهد وإيهامه بأن كل ذلك من بنات أفكاره، والأنمي في حقيقته قائم على هذه النوعية من الفلسفات والمواضيع.

الشخصيات

أنمي Psycho Pass
أبطال أنمي Psycho Pass هم شخصيات قوية ومثيرة جداً للإعجاب وستجبرك على التعلق بهم بدرجة كبيرة، تستمر هذه الشخصيات بالتطور الآسر حتى آخر حلقة.. بل وحتى آخر دقيقة.
الشرير ماكشيما شوجو من أفضل الشخصيات التي قد تراها مطلقاً ولن تملك إلا أن تُعجب به، فهو من نفس نوعية يوهان ليبرت وهيسوكا ومادرا، وقد يتجاوز البعض مرحلة الإعجاب إلى أن يتمنى له الفوز.

الإنتاج

أنمي Psycho Pass
العمل تكتنفه العظمة على المستوى الصوتي والبصري، استوديو Production I.G كان رائعاً هنا كعادته ورسّخ مكانته كأحد استوديوهات الدرجة الأولى.
على مدار الثواني كان الأنمي يمتلك مظهراً يخلب اللُّب، تمكن فريق العمل بأعجوبة من جعل الأنمي غني بالألوان المُبهرة ومع ذلك مُظلماً للغاية ليتناسب مع بيئة الحدث، الخلفيات كانت واقعيّة وغنيّة بالتفاصيل بشكل لا يصدق، وتم دمج الـ CG ببراعة تثير الإعجاب.
ترشح أنمي Psycho Pass لجائزة Seiun (الجائزة اليابانية لأفضل أعمال الخيال العلمي) كما فاز بجائزة مجلة Newtype لأفضل عنوان في 2013.
أنمي Psycho Pass
الموسم الثاني والفيلم كلاهما رائع وممتع لأقصى درجة ولكنها ليسا بنفس مستوى الموسم الأول من حيث قوة القصة وأصليتها، فالقصة شبه استُنفذت في أول موسم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق